السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هنا سنناقش دور وسائل التواصل الاجتماعي و أهدافها و دور سيطرتها و تحكمها بزبائنها فهذه الشركات مثل ميتا (فيسبوك و انستغرام و واتساب) و اكس (تويتر سابقا) و الفابت ( غوغل) و تيكتوك هي شركات عملاقة أصحابها و مالكوها من المليارديرات فمن اين تاتي ثروتهم او بالأحرى ماهي السلعة التي يتاجرون فيها لا ننسى انها هذه الشركات تشغل عشرات الالاف من الموظفين و تصرف على المعدات و البنايات و الحواسيب و الخوادم و الكابلات البحرية مما يستهلك يستهلك طاقة رهيبة لا تصدق فالانترنت ساهمت في تخريب البيئة الى حد كبير فيقال ان فيديو لمدة ساعة على اليوتيوب يستهلك من الكهرباء اكثر مما تستهلك ثلاجة في عامين فمن اين تغطي الشركات المالكة لوسائل التواصل الاجتماعي ( التي يستخدمها 4,7 مليار من جملة 8 مليارات من البشر اليوم) نفقاتها و من اين تربح خاصة ان الاشتراك مجاني بالنسبة للمستخدمين؟
ماهي السلعة التي تتاجر فيها هذه الشركات و تربح منها؟ بكل بساطة السلعة التي تتاجر فيها و تبيعها هي بيانات المستخدمين و معطياتهم الشخصية و النشاط المعلن لهذه الشرطات هي بيع هذه المعطيات و البيانات للشركات لتسلط على المستخدمين الاشهارات المعروفة مثلا على الفيسبوك باسم page sponsoriséeحيث تقوم الخوارزميات المتطورة و خوارزميات الذكاء الاصطناعي لهذه الشركات بانشاء شخصية افتراضية لكل مستخدم تشمل معطياته الشخصية و ميولاته عبر الفيديوهات التي يشاهدها و البحوث التي يجريها على قوقل و نقاشاته على الشبكة و حتى صوره على الهاتف و محادثاته القريبة باستخدام الميكروفون و موقعه الجغرافي المحدد بال ج ب ي اس و يتم تسليط الإعلانات و الدعايات الملائمة لرغباته و الشركات المعلنة هي التي تدفع النقود التي تربح منها الشركات إضافة الى ان الشخصيات العامة (سياسي صحافي فنان الخ) و الأحزاب السياسية و المؤسسات الرسمية الحكومية و الدولية و المهن (طبيب محامي محاسب الخ) تقوم بانشاء صفحة مدفوعة الاجر من اجل إيصال صوته الى اكثر عدد من الجماهير
هذا هو المعلن من عمل هذه الشركات و أرباحه اما الجزء الاخر الخفي فهو قيام مواقع التواصل الاجتماعي ببيع معطيات المستخدمين الى الأحزاب السياسية و الجمعيات الدينية و الاجتماعية لتسلط علي العملاء الدعاية المناسبة لجلب الناخبين في الانتخابات و المجندين العقائديين و هذا منتشر جدا في الغرب و الدول العربية و ما فضيحة كامبريدج اناليتيكا عنا ببعيد بالإضافة الى فضيحة قيام فيسبوك و تويتر و انستغرام بمحاربة ترامب في الانتخابات الامريكية
الطبقة الأخرى الأكثر خفاء لنشاط هذه الشركات هي بيعها بيانات المستخدمين و استعمالها كمنصات من قبل أجهزة الاستخبارات للتجسس على الأنشطة المعادية و التجسس ( مثل برنامج بيغاسوس) على المعارضين و التخريب و هذا برنامج قناة الجزيرة عن تحكم الكيان الصهيوني بالمحتوى الفلسطيني على شبكة فيسبوك و احباط حتى العمليات المعادية و حتى جعلها وسيلة للتاثير على الراي العام و الدعاية السوداء ( تفجير الثورات التحريض الذباب الالكتروني)
هناك طبقة أخرى اكثر خفاء و هي تجارة هذه الوسائل و تعاملها مع المافيا و منظمات الجريمة المنظمة و بيعها لبيانات المستخدمين لهذه العصابات لسرقة الحسابات و الاختراق بغية التدمير و الابتزاز و ترويج السلع الممنوعة و المتاجرة بالمخدرات و السلاح و الشر و الدعارة و الأعضاء طبعا هذا الجزء لا يظهر للعموم بل هو من اختصاص الويب المظلم دارك ويب لكن مديري الشركات المالكة لوسائل التواصل يعلمون به و يغضون عنه النظر طالما هم غير متورطين بشكل مباشر فالمافيات هي جزء من النظام السياسي و الاقتصادي في العالم
الجزء الأكثر خفاء من هذا من نشاط وسائل التواصل الاجتماعي و شركات الانترنت عموما ان هذه الوسائل هي تجلب اغلب سكان العالم ليكونوا خاضعين و منخرطين في النظام العالمي و العولمة الاقتصادية و السياسية و الثقافية عبر تشجيع الاستهلاكية و التفاهة و العلمانية و العولمية فحتى المتمردون على النظام العالمي الذين يستخدمون ادواته سيكونون بشكل او باخر جزء من هذا النظام و هذا اكبر نجاح لشبكة الانترنت و لمواقع التواصل الاجتماعي يكفي ان معظم سكان العالم اصبح لهم هوية رقمية اصبح بالإمكان مراقبتهم و السيطرة على افعالهم و تحركاتهم و أفكارهم و ميولاتهم و إعادة تشكيلها فهي لا تخاطب وعي الانسان بل تخاطب لا وعيه أيضا فذا هذف أيديولوجي سلطوي يتجاوز الشركات و الدعاية و الانتخابات المحلية و النظم السياسية
طبعا هذا كله يدفعنا الى معرفة الطرف النهائي الذي يمسك يراس السلسلة و هو ليس الشركات و لا الحكومات و لا الأمم المتحدة و لا المحافل الماسونية و لا اليهودية بل يمسك براس السلسلة هو عدو الشر ابليس الذي تعهد امام ربه باغواء البشر عبر كل الطرق و هذا طبعا ليس امرا خاصا بمواقع التواصل الاجتماعي بل هو عبر جنده و اعوانه في كل المجالات يحارب الوحي الإلهي بكل الطرق الممكنة و غير الممكنة
كان موضوعي هذا عن سلسلة التحكم و السيطرة بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي و لم يكن الهدف ذكر السلبيات و اغفال الإيجابيات و لا دعوة لمقاطعة التكنولوجيا و هذا غير ممكن و غير مفيد في هذا العصر بل هو ضار جدا الانعزال عن العالم الرقمي الافتراضي و لكن تنبيها للمستخدمين بحماية بياناتهم و معطياتهم الشخصية و قبل ذلك حماية عقولهم من ان تغسل و يتحكم بها من طرف من عنده شره و هوس بالسلطة و التحكم بالبشر بشكل غير عادي